قائمة المنشورات


 المنشورات


 العودة إلى المنتدى

منتديات التعليم المتوسط عين الدفلى   

المعالم الأثرية بعين الدفلى “قرقرة“

Admin | تم النشر بتاريخ الأحد نوفمبر 12, 2017 10:11 am | 195 مشاهدة

المعالم الأثرية بعين الدفلى “قرقرة

سلمى فتحي

بين السهول والجبال وسط طبيعة تألقت في سمائها مناظر خضراء و على بعد 145 كلم جنوب غرب العاصمة تقع ولاية “عين الدفلى”. أو الأرض الساحرة
هذه الولاية التي تزخر بمعالم أثرية مجدها التاريخ وأبدع الإنسان في تشكيلها، فالتنوع الطبيعي والحضاري أكسب هذه الولاية مؤهلات سياحية جذابة،

الفينيقيون أول من عرفت “أوبيدوم نوفوم”،كما كانت تسمى وكانت تابعة اقتصاديا إلى المركز التجاري “شرشال” الذي أسسوه، وباستيلاء الرومان على الجزائر سنة 42 ق-م بعد انتصارهم على “الفينيقيين”، وفي سنة 430م بادرت السلطات الرومانية إلي إنشاء مراكز عسكرية مهمتها محاربة المتمردين وصدهم من جهة ومراقبة الطرق التجارية، لما للمنطقة من أهمية اقتصادية من جهة أخرى.
ومن أهم المحطات التي تستوقف الزوار آثار المدينة الرومانية لولاية “عين الدفلى”
“قرقرة” هذا المعلم التاريخي الذي يوجد في الجهة الشمالية الشرقية لبلدية العامرة على بعد 15 كلم عن الولاية
يتربع على مساحة تقدر بـ 5339 م2، يوجد أسفل أحد التلال المتفاوتة الارتفاع المحاذية لسلسلة جبال الأطلس التلي فنجد جبل عتاب في الجهة الشمالية لقرقرة والشعبة من الجهة الشرقية وغربا قرية قرقرة وجنوبا دوار الشماهرة.
ويرجع تاريخ بناء هذا الموقع إلي القرن 1م وهو مركز الحضارة المسيحية ،ويعود تحديدا إلى الحقبة الرومانية وقد كانت تسمى باسم المدينة التي تحضنها آنذاك هذه
الآثار عبارة عن قصر للملكة قرقرات زوجة “يوبا الثاني” كمركزا للاستجمام الذي يوجد له قصر بمدينة شرشال التي لا يفصلها عنها سوى الحاجز الطبيعي الذي يتمثل في سلسلة
جبال “الظهرةّ” ويكون هذا الملك قد أهدى هذا القصر لزوجته كعربون محبة سنة 462قبل الميلاد.
فيما تذهب الآراء إلى كونه مركز عبور للقادة الرومان وجنودهم أو موقعا لتخزين البضائع .
وقرقرة عبارة عن بقايا جدران وأسوار قلعة صغيرة تحتوي على الهياكل تحت الأرض مقببة الشكل وقد صنفت بعد التسعينيات ضمن قائمة المواقع الأثرية
.كما أن هذا المعلم وبعد ظهور الإسلام وفي الفترة الممتدة بين القرنين 14 و 15 م أي فترة الدولة الموحدية والزيانية استغله المسلمون كحصن عسكري وقد تركت هاتين الدولتين بصماتها في هذا المعلم ونلمس ذلك في بقايا السور المحيط بقرقرة.
هذا المعلم يجعل الزائر يتنعم بظلال شجرة “البطماي” وهو يتفرج على بقايا الجدران والغرف ففي أسفل الشجرة نجد بقايا جدران مرتفعة من سطح الأرض، وبالقرب من هذه الجدران هناك غرف واسعة متداخلة ببعضها البعض ذات قياس خاص ومميز تغطيها أسقف في شكل قباب وهذه الغرف تمتد إلى باطن الأرض وهذا النمط المعماري يتميز به الفن الإسلامي
وعلى مسار عشرة أمتار من الجهة الغربية للمعلم الأثري يصادفك غار يسمى بغار “الضيع” حيث كان يستعمله الملك الموريتاني ” يوبا الثاني ” عند ما كان يأتي من شرشال إلى قرقرة وبالتالي هذا الكهف يربط المنطقة السياحية شرشال بقرقرة
قرقرة اليوم تعتبر مكانا للترفيه والتسلية والتنزه خاصة في فصل الربيع حيث تكتسي الأراضي حلة خضراء مزكرشة بألوان الأزهار المختلفة

نبذة عن الكاتب